سبقت المنظمات العالمية.. وصايا نبوية في مواجهة كورونا
بقلم - محمد مصطفى الفقي
فجع المسلمون في عهد الصحابة بطاعون يسمى عمواس فقدوا خلاله قامات ممن كان لهم أثر كبير وتأثير في حياة البشرية آنذاك وحتى وقتنا هذا، فقد فتك هذا الطاعون بالقادة والعسكريين والعلماء والربانيين والزهاد والعباد وآل البيت المقربين.
ومن بين هؤلاء: "أبو عبيده الجراح، معاذ بن جبل، الفضيل بن العباس، شرحبيل بن الحسن، يزيد بن أبي سفيان، وأبومالك الأشعري، وأبو الأسود الدؤلي.."، وخلق كثيرمن أشراف الصحابة وسادات الأمة مضوا إلى ربهم بسبب الوباء القتال.
واليوم.. ذعر العالم وأعتى الدول وعلى رأسها أميركا والصين؛ رغم التقدم الهائل ليس من قبلة نووية أو فيضانات جارفة أو أعاصير مدمرة؛ وإنما من فيروس لا يرى بالعين المجردة، لتتدافع المؤسسات والهيئات والمنظمات المحلية والدولية بالتحذير والنصح من خطورة الفيروس القاتل، لتتحول الكرة الأرضية إلى حجر صحي كبير.
وفي وقت بح صوت الدعاة والعلماء في تعليم المجتمعات صحيح الدين واتباع أوامر القدير المتعال وسط تذمر القلة ورفض الكثرة؛ وهذا حال دعوة الحق، يأتي هذا الدقيق القاتل الفتاك فيروس كورونا لتغلق الملاهي الليلية والمقاهي والتجمعات التي كان يعصى الله فيها؛ ناهيك عن أماكن أهل البدع من موالد ومراقد وسرادق.
ليس هذا فحسب؛ بالتزامن مع الهجمة الشرسة التي يشنها العلمانيون ضد النقاب وتجرأ البعض في عدد من الدول في إصدار القوانين لحظره والبعض الآخر تورط في الهجوم على المنتقبات، أجبر هذا الفيروس الدقيق هؤلاء على ارتداء النقاب جبرًا؛ بل وصل الأمر في بريطانيا أن ارتدوا أكياس القمامة أعزكم الله، واحتفظن المنتقبات رمز العفة والطهارة بملبسهن؛ فديننا الإسلام بفضل رب العالمين هو الفالح المانع لنا في الدنيا والآخرة .
قال تعالي: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"، ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله في هذا: "كُلَّما أحْدَثَ النّاسُ ظُلْمًا وفُجُورًا، أحْدَثَ لَهم رَبُّهم تَبارَكَ وتَعالى مِنَ الآفاتِ والعِلَلِ في أغْذِيَتِهِمْ وفَواكِهِهِمْ، وأهْوِيَتِهِمْ ومِياهِهِمْ، وأبْدانِهِمْ وخَلْقِهِمْ، وصُوَرِهِمْ وأشْكالِهِمْ وأخْلاقِهِمْ مِنَ النَّقْصِ والآفاتِ ما هو مُوجَبُ أعْمالِهِمْ وظُلْمِهِمْ وفُجُورِهِمْ".
وفي ملمح آخر من الأزمة؛ كان العلمانيون وغيرهم من أصحاب المناهج المنحرفة ينعتون أهل الالتزام بألفاظ سيئة يسعون من ورائها إلى إسقاطهم وتشويه صورتهم ومن ذلك قالوا عن العلماء أنهم أصحاب الكتب الصفراء وفقه المراحض بينما غيرهم في الصين قد صعدوا القمر؛ ولتثبت الأحداث أن العلماء أصحاب الحق، فانظر إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية لمواجهة كورونا الفيروس القاتل؛ تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى بها منذ أربعة عشر قرنًا.
وسبحان الله.. ففي الوقت الذي تنصحنا منظمة الصحة العالمية بجملة من النصائح لمواجهة كورونا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد سبقها في ذلك، فالمنظمة التي تعلمنا كيفية العطس، كان النبي صلى الله عليه وسلم علمنا آداب العطس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا عطِس، غطَّى وجهَهُ بيدِهِ، أوْ بثوبِهِ، وغضَّ بها صوتَهُ".
أيضًا نصحت المنظمة بالحد من التجماعات وإغلاق المجال الجوي بين الدول وتفعيل إجراءات الحجر الصحي، بينما النبي صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنًا قال: "إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا"، متفقٌ عليهِ.
وعن المصافحه باليد، روى الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه: "كانَ في وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فأرْسَلَ إلَيْهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إنَّا قدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ".
كذلك نصحت وزارات الصحة في بعض الدول بضرورة الالتزام ببعض النصائح لتعزيز المناعة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، ومنها تناول ملعقة من العسل الأبيض مضافًا إليه كوبًا من الماء صباحًا.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالشفاءين العسل والقرآن. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وفيما يخص نظافة اليدين، فالمسلمين والحمد لله يغسلونها أكثر من خمس عشرة مرة في اليوم الواحد خلال الوضوء؛ فالحمد لله علي نعمه ديننا وسنه نبينا محمد صل الله عليه وسلم، فهي الحصن المنيع والسد الذريع لنا في الدنيا والآخرة.
اقرأ المزيد
وجه الشيخ فهد واصل المطيري، إمام وخطيب المسجد الكبير في الكويت، رسالة إلى أصحاب الحسابات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي
انتقد الشيخ فهد واصل المطيري، إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير، الأسلوب الذي يتبعه أنصار تنظيم "الإخوان"
العلاقة الزوجية قائمة على عقد شراكة بين شريكين لا ثالث لهما تنتهي في الأصل بموت أحدهما
إن الصحابة أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأقومها هديًا، وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم
بشرٌ بوجوه وملامح ممسوخة، نسكُب اللُطف والظُرف فقط في بؤرة المصلحة، ولا نكترث بالإنسانية فضلًا عن الدين والأخلاق والعرف.
أولاً: قال صلى الله عليه وسلم "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه" قالوا: ولا الجهاد؟!