تدّرجًا زعموا!
بقلم - الشيخ سالم باجابر
إمام وخطيب جامع الأميرة شيخة بنت عبدالعزيز
تدرج عجيب لا تكاد تجده يطبق في كثير من دول العالم الإسلامي، وقد يصعب عليها تطبيقه لأنهم لا يملكون تلك الأدوات السحرية والمذهلة في هذه السياسة .
ما إن ينتقد معارض لسياسة حزب من الأحزاب السياسية إلا ويبادره مؤيد للحزب أن هذا نوع من التدرج المسلوك للوصول لتطبيق شرع الله، فيسكت المعارض إحسانًا للظن في هذه الطريقة لكون البلد قد خرج من علمانية متشددة لا تسمح بممارسة أي دين أو إظهار صورة من صور التدين .
يتساءل المعارض ما هي آلية هذا التدرج؟، ومتى بدأ ومتى سيصل إلى مبتغاه ومتى ينتهي؟، فلا إجابة تُغني ولا علم يشفي .
تتميز هذه الطريقة وهي التدرج بالصوت العالي الذي لا ترى منتهىً لصداه ولا انتقطاع لمداه، بل هي كما يقول المثل: أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا، صوته يعلو ويصدقه المرء المحسن للظن الذي يريد عزة الإسلام لكنه ينصدم عندما تخفى عليه النتائج المرجوة وبالطريقة المعوجة .
تتميز هذه الطريقة باستخدامها للدين تارة وللعاطفة تارة فمن ظهر عليه التدين أتينا إليه بالقرآن والسنة ومن السيرة العطرة بصحيحها وضعيفها ومكذوبها ، المهم أن ينساق معنا، ومن ظهر عليه ضعف التدين وحب الشهوات أتينا إليه بما يشتهي ويريد، وفِي النهاية يتكون قطيع هائل يصفق ولا يعلم ويهتف ولا يتكلم كلٌ يغني على ليلاه يساق إلى حتفه دون أن يستنكر أو يتبين .
تتميز هذه الطريقة بوجود قطيع عظيم وجيش مهيب هذا شيخ كذوب وهذا مفكر لعوب وهذا بيطري وهذا صيدلاني وهذا راعي وهذا للمشاعر يراعي، يجمعهم حزب بالدِّين لهذا يتظاهر وبالحرام باسم الحرية يجاهر، تجمعهم دنيا خداعة وتفرقهم قلوب للباطل سماعة .
بدأ هذا التدرج الموهوم بعد منع ظهور جميع صور التدين إلى السماح بجميع صور التدين فهذا سني يمارس عبادته لا لكونه سني وصاحب الحق بل لكونه انسان يعيش على ارضه من مبدأ ديموقراطية مسالمة وعلى هذا المبدأ فهذا أيضا صوفي وهذا رافضي وغيره يهودي ونصراني وبوذي ولا ديني، فالجميع له حرية الاعتقاد مخالفين بهذا السماح والانفتاح نهج رب العباد القائل (أفغير دين الله يبغون)، والقائل (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)، والقائل سبحانه (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) فلا أحد ينكر على أحد، هذا يسب أبا بكر وعمر وآخر يسب عثمان وعلي وهذا يقدس المسيح وآخر يغلو في عزير وهذا يعبد القبر وآخر يعبد الفَرْج وكله باسم الحرية في ممارسة الأديان .
بدأ هذا التدرج بسقوط العملة النقدية من مساواة العملة العالمية بالعملة المحلية ويزيد قليلا حتى أصبحت تقدر بأربعة أضعاف وزيادة بخسائر كبيرة في سعر العملة وكل هذا تّدرج بعد تدّرج، لكن بهبوط في هوية لا ترى لها صعود .
تدرج في محاولة تطبيق الدين باستحداث أمور موبقة وللرب مغضبة لم تكن موجودة في سالف الأزمان ممن سبقوه بالفسق والحرام، والتنقل بعد مخالفة أوامر الخالق إلى مخالفة الفطرة السليمة والخِلقة السوية بالإقرار بأن أحفاد قوم لوط لهم حقوق مثل غيرهم في إظهار ما يعتقدون من سلوكيات لا تفعلها البهائم .
وتدّرج يظهر من اسمه أنه رقي ومستوىً للفكر سوي وحقيقته تدحرج يتبعه تدحرج فنزول ونزول وهاوية تحتضن المندفع لها بعاطفة جياشة يملؤها غيرة على الدين لكنها ظلت طريقها خلف شعارات براقة وفتاوى هدامة يقف خلفها داعية يظهر عليه الوقار وبفكر يعتريه عوار يلقي على الناس الشبه فتسحقها قوة الحق الضاربة.
اللهم اهدنا لصراطك المستقيم واحشرنا ووالدينا مع النبيين .
اقرأ المزيد
قال الله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ
يتردَّد كثيرًا في مجالس النّاس هذه الأيام حديثٌ عن مرض يتخوَّفون منه ويخشون من انتشاره والإصابة به ، بين حديث رجلٍ مُتَنَدِّرٍ مازح، أو رجلٍ مبيِّنٍ ناصح،
تسعى كل دول العالم إلى الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي والدولي، وقد أصبح العالم، لا سيما في وقتنا الحاضر
الكلمة التي ألقاها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله
العنصرية داء خبيث عانت منه الكثير من المجتمعات ففتك ببعضها و أدخل بعضها في دوامات من الصراع والنزاعات، والعنصرية أمر بغيض أساسه الكبر والتعالي والنظر