من أكبر الكذبات الإخوانية الخبيثة
بقلم - عبد الصمد بن أحمد السلمي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعدُ :
فإنّ سعيَ الكفّار - خاصّة اليهود - نحو حربِ دين الإسلام وإذلال أهلهِ، وصرفِهِم عن هويّتهم، لا تزالُ ما دامت السماوات والأرض، قال الله تعالى : {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا}.
هاته الحربُ في العصر الحاضر اتخذَت أساليبَ أشدّ قذارةً من العصور التي سبقتها؛ وهي حرب الإسلام بأيدي أبنائه أو المنتمين إليه، هاته الحرب لا خسائر فيها للكفار، وفوائدها عظيمة عِظَمَ بُعْدِ أبناءِ الأمة الإسلامية عن دينهم، وإجرامِهم في حقِّ أنفسهم.
هاته الحرب هيَ حربٌ فكريةٌ عكسية أساسُها حرب الأكاذيبِ الشيطانية ذات الأصول العقدية الباطلة؛ أخطرُها ما مَظْهَرُهُ ودعواهُ : "الإصلاح"؛ فهي حرب "الإصلاح" بدعوى "الإصلاح"، وحرب "تحكيم الشريعة" بدعوى "تحكيم الشريعة " وغيرها.
ولا شكّ أن انتهاجَ "الأسلوب العكسيّ" في حربِ أيِّ طائفة أنفعُ من حرب المواجهة الحقيقية؛ لأنّها تبثُّ البلبلة في أوساط المُحَارَبين وتُشتِّتُ صفوفَهم.
ومن أكبر الكذبات الإخوانية ذات الأصول اليهودية الماسونية الخبيثة، والتي تبنّاها الإخوانُ المسلمون وروّجوا لها ودافعوا عنها بكلِّ قُوَّةٍ، حتى ألّفوا فيها المؤلَّفات هي أنّ: "المسلمين الآن لا يستطيعون جهاد الطلب".
وبذلك يضرب اليهود بيد الإخوان العملاء عصفورين بحجر واحد :
- يعيش المسلمون أذلّة خانعين، في قلوبهم الوهن وإن كان عددهم يتجاوز المليار.
- يشتغل المسلمون بأنفسهم؛ وذلك بسبب الثورات والمظاهرات والعمليات التفجيرية التي يقوم بها أتباع حسن البنا الأوغاد.
فالإخوان صنفان؛ كل واحد يخدم الآخر، بل قد يجتمع هذا في شخص واحد منهم، وفي الأخير يخدمون اليهود :
- الأول: يمنع جهاد الطلب ويقصر الجهاد على جهاد الدفع؛ كالقرضاوي مثلا.
- الثاني: يحرّض على الجهاد، لكن ليس ضدّ الكفار، بل ضدّ حكّام المسلمين؛ كالعَريفي مثلا.
وقد ظهرت مرّة فتوى الله أعلم بصحتها منسوبة لـ"شيخ الإسلام ابن تيمية" في تخصيص الجهاد بجهاد الدفع فقط؛ فطار بها الإخونجية البنائية في السعودية، وهذا ما دفع بالعلامة الفقيه المؤرخ السلفي ابن حمدان الحنبلي لتكذيبها، وللشيخ الإمام ابن باز محاضرة طبعت في مجموع فتاواه في الرد على فرية تخصيص الجهاد بجهاد الدفع فقط.
وكون الجهاد مخصوصا بجهاد الدفع دون جهاد الطلب عقيدةٌ يهودية؛ ذلك أن اليهود لمّا أرادوا الجهاد قالوا : {وما لنا أن لا نُقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا}، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "الذين جاهدوا كبني إسرائيل؛ فغاية جهادهم كان لدفع عدوّهم من أرضهم، كما يُقاتل الصائل الظالم..." الاستقامة ( 2/ 203).
وعن اليهود أخذها الرافضة، وعن الرافضة أخذها البابية، وهم طائفة من صنيعة يهودية بريطانية، ومن الطائفة البابية الماسوني الشهير جمال الدين الأفغاني، ثم انتقلت من الأفغاني إلى حسن البنا ، ثم عبر حسن البنا إلى جميع أتباعه؛ وهي أن: "خصومتنا لليهود ليست خصومة دينية، وإنّما من أجل الأرض!!"، الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (1/ 409).
ولْتعْلَمْ أنّ اليهود لا يُجاهدون حتى يظهر " المسياه المخلّص "، وقد جاء في الحديث أن المسيح الدجّال حينما يخرج [يتبعُهُ سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة] كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، وكذلك الخوارج - والإخوان منهم - [يخرج في عراضهم - جيشهم الكبير - الدجال] كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه وصححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 2355)...وكذلك الرافضة؛ فهم يمنعون الجهاد حتى يظهر "القائم"، ومهديّ الرافضة في الحقيقة هو المسيح الدجّال.
بل جميع أهل البدع سيتّبعون الدجّال لأنّهم خوارج؛ وكان الإمام أيوب السختياني يُسمّي أهل الأهواء كلّهم خوارج ويقول: "إن الخوارج اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السيف" السير للذهبي (5/ 12).
وقال الإمام أبو قلابة الرقاشي: "ما ابتدع قومٌ بدعةً إلا استحلّوا السيفَ"، الإبانة الصغرى لابن بطة (ص/ 27 ).
فانظر - يارعاكَ الله - كيف استطاع إبليسُ إقناعَ أتباعِه بالخرافات العقديّة حتى يجمعَهُم في آخر الزمان تحت رايةِ أكبرِ ناصرٍ لكفرِه وضلالِه "المسيح الدجال"؛ ولذلك قال الإمام محمد بن سيرين التابعي الجليل : "لو خرجَ الدّجّالُ لرأيتَ أنّهُ سيتبَعُه أهلُ الأهواءِ"، شرح أصول الاعتقاد للالكائي (ص/ 23).
وإذا كان أهل البدع كلّهم خوارج؛ فجهادهم سيكون ضدّ المسلمين وحكّامهم فقط؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخوارج: [يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان] رواه البخاري ومسلم.
وهاك مثالا : الروافض بحكم أنهم من أهل البدع المنتسبة للإسلام - بدعتهم كفرية -؛ فجهادهم سيكون ضدّ المسلمين، ولا غرض لهم غير ذلك؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره، تكون الرافضة من أعظم أعوانهم؛ فهم دائما يوالون الكفّار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم"، منهاج السنة النبوية (3/ 377).
وقل مثلهم في الخوارج؛ فقد كتب مثلا الإخواني السروري عبد العزيز بن ناصر الجليّل كتابا بعنوان "التربية الجهادية" نبّهَ فيه إلى أنّ المقصود بالجهاد : جهاد حكام المسلمين.
وانظر في تاريخ الإخوان المفلسين تجد أنهم من أعظم الناس خدمة لليهود والكفّار؛ وما حادثة بيعهم الشهيرة لشبه جزيرة سيناء المصرية للأمريكان عنّا ببعيد.
وليس هذا بمُستغرَبٍ من الإخوان المفلسين؛ فَهُم صنيعةٌ ماسونية، نَشَأَت تحتَ رعايَتِهم بِدَعْمهم المَادي والمَعْنَوي، قال العلامة المحدّث أحمدُ محمد شَاكر المصري: "حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية يُنْفِقُ عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين" شؤون التعليم والقضاء (ص/ 48).
وهاته العقيدة الإبليسية هي: "أن الجهاد مقصورٌ على جهاد الطلبِ" هي التي تسعى الماسونية العالمية "شريعة لوسيفر الكابّالية " لنشرها الآن بين البشر، وذلك تحت ستار: "السلام والسلم الدولي".
ولا شكّ أن من أسباب الذلة التي يُعاني منها المسلمون اليوم - رغم كثرة عددهم؛ أكثر من مليار - هي ترك الجهاد في سبيل الله، والركون إلى قتال الحكّام المسلمين ونزاعِهِم في سلطانهم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ] رواه أحمد وأبو داود وصححه الإمام الألباني في الصحيحة (رقم 11 ).
ومن القواعد العقلية المعلومة للبشر: "أن من ترك الهجوم ابتُلِيَ بالدفاع "؛ وفي هذا المعنى يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومتى جاهدت الأمّة عدوّها ألّف الله بين قلوبها، وإن تركت الجهادَ شُغِلَ بَعْضُها ببعضٍ"، رسالة الشيخ إلى السلطان الناصر في شأن التتار؛ كما في مقدمة تحقيق الإنجاد لابن المناصف (1/ 23 ).
وللأسف الشديد صار لفظ الجهاد لا ينصرف عند إطلاقه إلا لطائفة حسن البنا الإخوان المجرمين، وصار الجهاد مع وليّ الأمر عمالةً وتزلّفاً، والعياذ بالله.
وأكبر عائقٍ يُواجهُ إيمان الحكام المسلمين بضرورة إحياء شريعة الجهاد هو: "سرقة أتباع حسن البنا الإخونجية الماسون للجهاد، وجعلهم المجاهد هو من يُفجّر ويكفّر ويدمّر فقط ".
فالحقيقة العظمى أن الحكام المسلمين يَجِبُ أن يجدوا من يُشجّعهم لإحياء فريضة الجهاد، وهذا الأمر لا يقوم به إلا العلماء السلفيون.
أمّا الإخونجية أتباع حسن البنا الماسوني؛ فالجهاد عندهم هو إسقاط الحكومات المسلمة خدمة لليهود.
حينما يتخلّص المسلمون حُكّاما ومحكومين من هذه العقدة التي زرعها الإخوان المفلسون يعود للمسلمين عزّهم - بإذن الله عز وجلّ -.
اقرأ المزيد
بكل صراحة... أنا رجل كثير الشك، دائم التفكير، شديد الفضول، مستمر التحليل والتركيب والربط والمقارنة
إن الجهود التي قام بها علماء الإسلام ودعاة السنة لنصرة دين الله عزوجل كثيرة لا يكاد يحصيها بشر
فإن صدور القرارات المتتالية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في تصدي مرض كورونا
فإن كل ملاحظ للأحداث في الساحة الدينية في العالم الإسلامي عمومًا وفي السعودية العظمى
الباشا الثوري محمد علي مفجر ثورة التصحيح وحامل هم الغلابة على عاتقه، الذي لا يؤمن بوجود إله لهذا الكون أصلا