"صناعة الإرهاب".. باسم الغيرة على الإسلام!
بقلم - عبدالمحسن باقيس
فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالرياض
هذه بعض خواطر وهموم كانت تجول في نفسي منذ زمن، وعندما يتأمل الواحد منا قليلاً في مجتمعه، والواقع الذي يعيشه وما يحصل فيه يومًا بعد يوم؛ يجد بأن ثمة أمور وتخطيطات كانت تحاك ويخطط لها في السر والخفاء ثم يرى تلك التغيرات والأحداث التي حلت به، والأفكار التي علقت في شبابنا وأفرزت تلك العقول المفخخة، وما تقوم به من تفجيرات وقتل و مظاهرات واعتصامات وتجمعات سرية في الاستراحات الظلامية؛ هدفها الرئيسي نزع يد الطاعة والخروج على أئمة المسلمين وولاة أمورهم، وفصل الشباب عن ولاة أمورهم وعلماءهم ومجتمعاتهم التي تقدم لهم الكثير من التضحيات؛ فإنه يتساءل في نفسه.. ترى ما الأسباب التي جعلت الواحد يفجر نفسه وبيوت الله وأماكن العبادة والمستشفيات و..و..و..، وكيف هانت عليه حياته ونفسه ووطنه و إخوانه من رجال الأمن لكي يقدم على مثل هذه الخطوات الدموية؟
إنها قصة طريق ومرحلة تربى عليها الشاب ونشأ فيها لصناعة الموت والإرهاب باسم العناية بالشباب والتربية والغيرة على الاسلام وإنكار المنكرات والمستقبل لهذا الدين، وجراحات الإسلام من لها؟، والعدالة الاجتماعية، وجاهلية القرن 20 ومعالم في الطريق، ثم يعطى بعدها أعظم جرعة لكي يحدد ما انتجته تلك التربية الإخوانجية بطرقها وخطوطها، وهي قراءة هل نحن مسلمون؟.
ثم إذا اجتاز واكتشفوا بأنه شابًا مواليًا للجماعة والحزب، بدأت مرحلة العمل على أرض الواقع وثقافة الميدان من قراءة الكتب الفكرية وقصص الفتوحات الجهادية ودراسة - التمثيل الإسلامي والإنشاد- ثم بعدها الإشراف على الأطباق الخيرية والوقوف عند المساجد والأسواق والأماكن العامة لجمع التبرعات.
ثم تبدأ بعدها مرحلة تعلم الإلقاء والخطابة لكي يصبح بعدها خطيبًا مفوهًا أو مدرسًا أو مشرفًا مسؤلاً عن الشباب أو إعلاميًا بارزًا يدير اللقاءات والبرامج في القنوات أو مدربًا معتمدًا أو موجهًا أسري.. حقيقة و لنكن صرحاء ولأن المرحلة الماضية كشفت الكثير والكثير من الآثار السلبية لهذه الأساليب التي ذهب ضحيتها شبابنا وأبناء المسلمين وأصبحوا أدوات للمحارق والسجون؛ لابد من الوضوح وبيان الحق إلى الأمة لكي تلزمه وتعمل به بالحكمة والموعظة الحسنة لأن الإجمالات والتلميح ليست منهجًا تتخذ دائمًا يسير عليها فالدعوة فكل بحسبه وحاله .
لقد شاهدتم كيف ازداد هذا الفكر؛ لذلك دعنا نتحدث بواقعية ..فهل كل الناس ينفع معهم التلميح أو الاحتواء أو السكوت أو..؟، لاشك أنهم مختلفون والعقول تختلف ومدارك البشر تتفاوت ..فلماذا منذ سنين طويلة نسير على هذا النهج حتى أصبح ينكر على من ينصح لأمته من أهل الحق، ويبين حقائق هذه الدعوات والكتب والرسائل التي ينشرونها والتسجيلات التي يوزعونها وتوضع عليها المسابقات والجوائز، بل يقصى ويبعد من الوظائف والبرامج والدورات والكلمات الإرشادية والمحاضرات، وما ذنبه؟، إلا لأنه يقول: ربي الله.
وأنتم ترون اليوم من جراء ما سببه هذا الفكر والمنهج وخلفه من سلبية، وصل بهم إذا نظم ولي الأمر والمسؤول عن الدعوة هذا العمل وضبطه بضوابطه وانظمته الصحيحة ووضع عليه ذووا التوجه السليم والصحيح قيل عنه بأنه تعطيل وإيقاف للدعوة وبرامجها ..
ثم بعدها نقول: من سرق عقول شبابنا؟!
فهذا نبينا عليه الصلاة والسلام عندما أرسل معاذ إلى اليمن؟، لماذا اختار معاذ للقيام بهذه المهمة وأوصاه بوصايا وتوجيهات عظيمة كما جاءت في الحديث؟؛ إلا لأنه رضي الله عنه كان اعلم الصحابة بالحلال والحرام؛ وكذلك عندما ذهب ابن عباس رضي الله عنهما لمناصحة الخوارج؛ انظروا لثمرة الدعوة وما تجنيه من خير إذا قام بها أهلها من أهل العلم الراسخين كما جاء في بعض روايات الحديث، بأنه رجع منهم تقريبًا أربعة آلاف فالله أكبر ..
كذلك انظروا من واقعنا مثال حي الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - عندما كان يمر عند قبر زيد بن الخطاب فيرى الذين حوله فيقول لهم رب زيد .. رب زيد، ثم انظروا ثمرة من ثمرات دعوته في العالم الإسلامية هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين حرسها ربي من كل مكروه وما قامت عليه من دعوة سلفية مباركة وما تقوم به من جهود في نصرة عقيدة التوحيد وتدريسه في مدارسها وجامعاتها وفي المساجد عند العلماء والمشايخ، فلا تخلو منطقة أو محافظة أو مركز من تدريس كتاب التوحيد ورسائل الشيخ ومن جاء بعده من علماء الأمة وساروا على نفس الطريق كابن باز وابن عثيمين والالباني والقرعاوي ومقبل الوادعي، رحمهم الله.
فكم شبابنا اليوم بحاجة لتقفي هدي نبينا محمد صل الله عليه وسام وصحابته الكرام وعلماء الأمة في الدعوة إلى الله والسير عليها، لأنه لن يصاح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.. نسأل الله الفقه في دينه والعمل بسنته .
اقرأ المزيد
يتردَّد كثيرًا في مجالس النّاس هذه الأيام حديثٌ عن مرض يتخوَّفون منه ويخشون من انتشاره والإصابة به ، بين حديث رجلٍ مُتَنَدِّرٍ مازح، أو رجلٍ مبيِّنٍ ناصح،
فمع تداول صور المطاف وهو خال من الطائفين بسبب عمليات التعقيم والحفاظ على حياة الناس وصحتهم من انتشار وباء كورونا
العنصرية داء خبيث عانت منه الكثير من المجتمعات ففتك ببعضها و أدخل بعضها في دوامات من الصراع والنزاعات، والعنصرية أمر بغيض أساسه الكبر والتعالي والنظر
قال الله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
قبل أن نتعرف على الأبعاد الفكرية لهذه الحركة التي تنشط مؤخرًا بشكل ملفت عالميًا على جميع الأصعدة سياسيًا وإعلاميًا وسينمائيًا