الحقد الدفين على بلاد الحرمين


بقلم – الدكتور مهدى مراد

 

فجأة وبدون مقدمات أصبح العالم يهتم بالمخطوفين، ويغضب من الدماء!.. فجأة وبدون مقدمات أصبح العالم يمتلك الحواس الخمس بجانب الحاسة السادسة، بعدما كان بلا إحساس!.

 

لماذا لم يغضب العالم عندما قتل ملايين العراقيين والسوريين والليبيين؛ مثلما غضب من قتل خاشقجي؛ ما الذى حرك مشاعر العالم ، لماذا يبكى الإخوانجية على خاشقجي! وهم الذين تسببوا فى قتل وتشريد الملايين!؛ الإخوانجية الذين يصيحون بالتكبير وهم يذبحون الناس ... يبكون على خاشقجي !

 

فما هو السر فى هذه الدموع الغزيرة على خاشقجي؟!؛ الإخوانجية والعالم لا يغضبهم قتل خاشقجى ولا غيره.. فهم لا يهمهم إلا هدم السعودية؛ فكل هذا الغضب هو عبارة عن تسريب بسيط مما تحمله القلوب السوداء من أحقاد على آل سعود.

 

هل صدقتم أننا نعيش فى عالم يغضب من أجل المقتول!؛ وتجد الإخوانجية الحاقدين يخدعون أنفسهم؛ ويخدعون غيرهم بشبهة منكرة شرعًا وعقلًا.. فهم يقولون أن عداوتهم لآل سعود لا تعني عداوتهم لدولة التوحيد، وبلاشك هذا من الكلام الساذج الذى لا تستسيغه العقول المستنيرة بنور الوحي؛ وذلك لأسباب شرعية وأسباب عقلية.

 

أما الأسباب الشرعية فقد نهانا الشرع عن غيبة حكامنا، ونهانا الشرع عن شحن الغل فى قلوب العامة على حكامنا؛ وأما الأسباب العقلية فهذه مشاهدة أمام كل من له عينان؛ فقد ضاعت العراق بعد صدام؛ وضاعت ليبيا بعد القذافي؛ وضاعت اليمن بعد صالح؛ وكادت أن تضيع مصر بعد مبارك؛ ففصل الدولة عن الحاكم، هو فصل للرأس عن الجسد .

 

فهل تظنوا أن بلاد التوحيد ستبقى بعد آل سعود!؛ فالمملكة تتكون من قبائل مختلفة، ولن ترضى قبيلة فيها بسيادة قبيلة أخرى عليها؛ فالذين يعادون ويكرهون آل سعود هم في الحقيقة يكرهون ويعادون بيت الله الحرام من حيث علموا أم لم يعلموا؛ فهؤلاء الكارهون للسعودية هم مجموعة من المغامرين الذين لا يعرفون عواقب الأمور - هذا لو أحسنا الظن بهم.

 

فما بالكم لو كانوا مجموعة من العملاء مهمتهم تخريب بلاد المسلمين، ويتبعهم بعض السفهاء الذين لا يهمهم دين ولا وطن، ويصدقهم المغفلون.

 

ويزعم الإخوانجية أنهم يكرهون السعودية بسبب المعاصى التى فى المملكة، وطبعًا هذا سبب مضحك، فالإخوانجية يعشقون تركيا التي تتاجر في الخمر والخلاعة.

 

وآل سعود لم يقتلوا أحد، وحتى لو قتلوا؛ فنحن لن نترك آل سعود؛ فأمور القتل والسرقة والزنا كانت تحدث حتى على أيام الرسول ﷺ والصحابة والتابعين رضوان الله عليهم؛ وكان الخلفاء الأمويون والعباسيون يحاربون ويقتلون أقرب الناس إليهم وهذا أمر معروف للجميع؛ ومع ذلك لم يتركهم العلماء الراسخون؛ ولم ينساقوا خلف عاطفة بكماء لا تسمن ولا تغني من جوع، بل كانوا يصلون خلف الحكام ويجاهدون معهم ويدعون لهم بالصلاح.

 

ففي صحيح البخاري ‏قَتَل خالد بن الوليد رضى الله عنه الأسرى فقال الرسول ﷺ: "اللهم إنى أبرأ إليك مما صنع خالدٌ مرتين"؛ ولم يتبرأ الرسول ﷺ من خالد، ولذلك نحن نتبرأ من القتل، ولا نتبرأ من آل سعود، فنحن ‏مع المملكة فى السراء والضراء، وسندافع عنها ما حيينا.

 

الخلاصة :

أقول لمن يمكر بالسعودية، لن تنال مرادك، وستبقى السعودية -بإذن الله- شامخة، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله؛ فلا خوف على بلد دعا له سيدنا إبراهيم ﷺ [رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًاولكن ما هذا الحقد المرير على آل سعود فى جريمة لا ناقة لهم فيها ولا بعير، وقد أعلن آل سعود أنهم سيقتصون من القاتل حتى لو كان أمير؛ ماذا تريدون منهم أكثر من هذا أيها الحاقدون!.

 

هل تريدون هدم السعودية من أجل جريمة قتل! حتى تهدأ أنفسكم الحاقدة؛ هل تريدون تدويل الحرمين حتى تقام الأصنام على قبور الصحابة وأمهات المؤمنين !

 

إن كل نبي أو صحابي أو تابعي مات في دولة غير السعودية صنعوا له مقام يعبد من دون الله؛ إلا السعودية دفن بها معظم الأنبياء والصحابة والتابعين ولا تجد لهم مقام يعبد من دون الله .

 

إنها مملكة التوحيد.. وستظل مملكة التوحيد.. رغم أنف الحاقدين.

اقرأ المزيد

توجيهات ووصايا حول حادثة الهجوم على معامل النفط في بقيق وخريص

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

الإجراءات السعودية الاحترازية.. وقائية حكيمة واستباقية مسددة

فإن صدور القرارات المتتالية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في تصدي مرض كورونا

ثورة الجرابيع.. مؤامرة التفكيك من الداخل!

لم تعد الحرب في الوقت الراهن حرب تقليدية واضحة المعالم والأدوات كما كانت من قبل

حفيد المجدد

الحمدلله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

لماذا عبد اللطيف آل الشيخ؟

فإن كل ملاحظ للأحداث في الساحة الدينية في العالم الإسلامي عمومًا وفي ‏السعودية العظمى

خاطرة.. حينما تتحول المحن إلى منح

رسالة ود ومحبة وإخاء لمن يستشعر هذه الأيام بشيئ من الملل ويشعر بالضيق من الجلوس في منزله بسبب فيروس "كورونا" .

تعليقات


آخر الأخبار