شاهد.. الشيخ "المحيميد" يكشف أسباب نشأة الفكر الخارجي المعاصر ورموزه (1)
استعرض فضيلة الشيخ إبراهيم بن صالح المحيميد، أسباب نشأة الفكر الخارجي المعاصر وأبرز رموزه، مؤكدًا ضحالة تفكير خوارج العصر بعد مطالعته لما يقرب من 4 آلاف رسالة ومقال وكتاب لكافة التنظيمات الإرهابية المتواجدة على الساحة.
وقال الشيخ "المحيمد" في محاضرة له تحت عنوان " أسباب نشأة الفكر الخارجي المعاصر ورموزه": "أعظم مصيبة تصاب بها الأمة أن يكون القتل قربة لله عز وجل لأن القاتل على أمر دنيوي أمره هين مهما بلغ لأنه يعلم أنه مذنب وسوف يتوب يومًا ما؛ لكن الرزية كل الرزية في من يقتل قربة لله عز وجل".
وأضاف: "يا شباب الإسلام إياك أن تصيبك الغيرة على اللحية وتقصير الثوب ثم عندما يأتي أعظم ذنب عُصي الله تعالى به بعد الشرك تتأول فيه أو تكره الكلام الصريح في من يدعو له"، مؤكدًا أن قواعد الشريعة دلت بالتتبع والاستقراء أن أعظم ذنب عصي الله تعالى به بعد الشرك القتل ولذلك يقرن الله عز وجل بين الشرك وقتل النفس في قوله: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ"؛ فيقرن الشارع بينها لعظيم الذنبين.
وتابع: "ما من فرقة حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم كما حذر من الخوارج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ"، وقال: "شرار الخلق والخليقة"، وقال: "شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ"، وقال: "لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"، فمن شدة بدعة الخوارج تمنى الرسول الكريم استأصالهم عن بكرة أبيهم".
وعن أسباب نشأة فكر الخوارج، قال "المحيميد": "منذ مئة عام نزل المستعمر الغربي إلى بلاد المسلمين حاملًا الأفكار الإلحادية والزندقة معلنًا الحرب على قيم الإسلام وكل ما يمت إلى الإسلام بصلة، وظهر خلال ذلك الدعوات القومية مثل البعثية والناصرية، وقوبلت هذه الدعوات بالانتصار إلى الإسلام من بعض الناس، الذين انقسموا إلى طائفتين: الأولى طائفة من أهل العلم، والثانية تضم أناس من غيرهم وقعوا في براثن التكفير والتفجير وسفك الدماء نتيجة الحماس الغير منضبط".
واستطرد: "تأتي في المرتبة الثانية من أسباب ظهور الفكر الخارجي وقوع الظلم من بعض الحكام في القرن الأخير لبعض من أفراد رعاياهم ما أدى إلى الاصطدام؛ وكان نتيجة هذا الاصطدام أن زُج على إثره بالآلاف إلى السجون؛ فنشأ جيلين: جيل داخل السجون حاقد على الحكام وكل ما يمت إليهم بصلة، وجيل آخر من الأبناء والأقارب أشد كرهًا؛ وبسبب هذا الحقد انتشر فكر الخوارج في القرن الأخير".
وتابع: "كذلك حدوث ظلم وبغي على المسلمين المستضعفين من القوى الغربية، فجعل كثير من الشبيبة يتعاطف مع مثل هذه الحوادث لأن الله عز وجل جعل في نفوس المسلمين رحمة وتعاطف ومودة؛ فكان نقل هذه الأخبار والصور عن القتل والدماء سبب في أن يقع الشباب في منهج الخوارج؛ وكما قال ابن القيم رحمه الله: "العاطفة للإسلام إذا لم تنضبط بالكتاب والسنة تصبح عاصفة".
وأوضح "المحيميد" أن وجود البيئة الحاضنة لمنهج الخوارج ساعد في انتشار أفكارهم؛ لافتًا إلى أن الساحة الأفغانية احتضنت مستنقعات تكفيرية - ولا أحد ينكر ما لها من فضل بعد الله في إعادة كثير من المسلمين إلى الجادة وكان ولاة أمورنا وعلماء وأمراء يدعمون الجهاد في أفغانستان في فترة من الفترات-؛ فكان الشباب يدربون على صور لحكام وملوك العرب؛ هذا بخلاف تكفير العلماء.
واستشهد بما حدث مع الشيخ جميل الرحمن أحد قادة الأفغان السبعة - وهو عالم سني سلفي أقام في ولاية كونر ونشر فيها التوحيد وشرع الله ودرس الأصول الثلاثة والقواعد الأربعة وكتاب التوحيد-، قائلًا: "لما جاء قادة الأحزاب الست واشتكوا الشيخ عبد العزيز بن باز، بأن "الشيخ جميل الرحمن" تابع لكم يرفض الانضمام إلى إخوانه؛ فناداه الشيخ في الطائف وقال له: "إخوانك يشتكون أنك لا تريد الانضمام إليهم"، فقال: "يا شيخ كتبت عقيدتي في ست صفحات وقلت من يوقع على تلك العقيدة فأنا و3 آلاف جندي جنود لهم؛ لكنهم رفضوا وقالوا هذه عقائد وهابية لا نقبل بها؛ فكيف انضم لهؤلاء".
وأضاف: "من حكمة الشيخ جميل الرحمن أنه لم يدرب الشباب العرب على استخدام المتفجرات، وكان يقول: "الشباب العرب شجعان عندهم عاطفة وولاء للإسلام، اليوم اعلمهم لقتال الشيوعيين والملاحدة الروس، غدًا يرجعون إلى بلدهم ويفجرون في بلاد الإسلام"، لافتًا إلى أن الشيخ جميل الرحمن قتل على يد مصري من تنظيم القاعدة اسمه الرومي، أطلق عليه ثلاث طلقات وهو يتوضأ.
وعن أخطر أسباب انتشار فكر الخوارج، قال: "ظهور تفسير سياسي منحرف للإسلام بعيد عن القواعد الشرعية والأصول المرعية، وملخص هذا التفسير أن الأنبياء والرسل ما بعثوا إلا من أجل إقامة نظام الإمامة والخلافة الراشدة، وأن الخصومة بين الأنبياء والرسل لمن تكون الحاكمية؛ وأول من فسر الإسلام تفسيرًا سياسيًا أبو الأعلى المودودي ونشر ذلك في رسالته نظرية الحق، وصرح بذلك في رسالة المصطلحات الأربعة وقال فيها أن النمرود لم ينكر ربوبية الله؛ لكنه أنكر حاكمية الله، وأنه شاع خطأ بين المفسرين أن فروع أنكر ربوبية الله لكنه أنكر ربوبية الله، وقال في تفسيره لقول فرعون: "أنا ربكم الأعلى": أي أنا حاكمكم الأعلى، وترجمت هذه الرسائل في بداية الستينات، وقد ابتلع هذا التفسير السياسي المنحرف سيد قطب".
وتابع: "كذلك ظهور الجماعات في العالم الإسلامي والتي لعبت دورًا في نشر منهج الخوارج وهما قسمين، جماعات جاءت إلى شعوبها قبل مئة سنة لتجدهم يعيشون في شركيات وتعظيم مشاهد وقباب وقبور، فاتخذت الدعوة إلى التوحيد والكتاب والسنة شعارًا لها، وأول جماعة أسست جماعة أنصار السنة في مصر على يد الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله، وهذه ما تلوثت بالسياسة وأسست على غرارها جماعات كثيرة في العالم الإسلامي اهتمت بالدعوة إلى التوحيد في السودان وسوريا وإفريقيا والمغرب العربي".
وأضاف: "النوع الثاني جماعات أسست بقصد الدعوة إلى الله عز وجل لكن القائمين عليها ليسوا من أهل العلم الشرعي وبسبب الجهل وقعت في المنهج الخارجي، وعلى رأس هذه الجماعات جماعة "الإخوان المسلمين".
وذكر الشيخ "المحيميد" طوام جماعة الإخوان على لسان مؤسسها حيث أشار إلى ما ذكره حسن البنا في كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" صـ 28: "وتلقيت الطريقة الحصافية الشاذلية من شيخنا الحصافي وأذن لي بأورادها وأذكارها"، ويقول أيضًا صـ 34: "وكنا نخرج أيام مولد النبي صلى الله عليه وسلم ونمسك يدنا بعضنا البعض ونقول هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا، قد سامح الكل فيما حصل وجرى".
وتساءل الشيخ "المحيميد"، قائلًا: "إذا كانت هذه عقيدة المؤسس فماذا تتوقع من الرعايا"، وذكر أن المرشد الثاني قال في كتاب له: "ما لنا وللحملة على أولياء الله عز وجل، لماذا تشددون يا وهابية على الاستغاثة عند القبور، قد أثبتت الآيات والآثار بجواز التوسل والتبرك بآثار الصالحين وطلب الدعاء منها، بل ثبت أن أم كلثوم في بداية الأمر عارضت عمر وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستغيث به".
وعن موقفهم من الشيعة، قال "المحيميد"، إن المؤسس قال: "نحن نتفق مع الشيعة في أصول الإسلام، الخلافات بيننا وبينهم خلافات فرعية لا ينبغي أن ننشغل بها".
وأعرب عن استهجانه واستنكاره لأفكار "الإخوان" قائلًا: "كيف من يكفر أبو بكر وعمر خلافاتنا معهم فرعية، ويتهمون السيدة عائشة رضي الله عنها؟!".
وعن علاقة هذه الجماعة بتنظيم القاعدة وداعش، قال: "القاعدة دستورها سيد قطب وهو المنظر الأول لفكر جماعة الإخوان"، مؤكدًا أن الأصول التي ترتكز عليها تلك الجماعات من (البيعة، التكفير، استباحة الدماء، الاغتيالات السياسية، القتل قربى إلى الله، المتفجرات، السيارات المتفخخة، الأحزمة الناسفة، الزعم أنهم جماعة المسلمين، وأنهم دولة الخلافة)، أول من أحدثها تنظيم الإخوان المسلمين.
اقرأ المزيد
تكلمت في مقالٍ سابق عن أساليب هذه الجماعات المُتطرفة في استخدام القوة الناعمة
وسبب وسمي له بـ "أخزم الحزبي" ذلك لمشابهة فعله في شنشنته بـ "شنشنة أخزم
منذ ستة قرون تقريبًا كان يوجد جماعة المستتركين، والتي مهدت الطريق للأتراك لكي يجتاحوا العالم الإسلامي بحجة تطبيق الشريعة
احتفاء كبير لقنوات وإعلام تنظيم الإخوان الإرهابي مع أول ظهور لحركة عزم، بالتزامن مع تقارير إخبارية أعدتها قناة الفتنة "الجزيرة القطرية"
فقد منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بجرد كتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب، أحد أشهر رموز الإخوان المفلسين بعد حسن البنا،
سرد الشيخ محمد بن حسن الشهري، مدير إدارة الدعوة والإرشاد بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة عسير، عن واقعة حقيقية تكشف أساليب التنظيم السروري