"الإرهاب الكامن".. فتنة الإمارة تسقط الوجه الوديع لجماعة التبليغ والدعوة
مطلع يناير من العام الجاري؛ سقط الوجه الوديع لجماعة التبليغ والدعوة ليكشف عن الإرهاب الكامن لدى أنصار تلك الفرقة، حيث اندلعت مواجهات دموية يمكن وصفها بالمجزرة راح ضحيتها عشرات القتلى وأكثر من 5 آلاف جريح بين أتباع سعد بن هارون الكاندهلوي وأنصار عبد الوهاب وأهل الشورى في ميدان اجتماع تونغي ببنغلاديش.
الحرب الشعواء اندلعت بسبب من يستحق الخلافة بعد وفاة كبيرهم عبد الوهاب أمير جماعة التبليغ فجر يوم الأحد العاشر من ربيع الأول 1440 الموافق 18/11/2018 عن عمر ناهز ٩٦ عامًا، حيث حاول أهل الشورى الانفراد بالقيادة واستبعاد سعد بن هارون، حفيد مؤسس جماعة التبليغ، فهو سعد بن هارون بن يوسف بن المؤسس الأول محمد إلياس الكاندهلوي ( مؤسس جماعة التبليغ).
سقط الوجه الوديع
وظهوت جماعة التبليغ على حقيقتها الضالة، وما تقوم عليه من وسائل وطرق ملتوية ظاهرها التزهد والوعظ وباطنها الفرقة وعقد البيعات والجولات وإقامة البيانات بعد الخروج أيامًا وشهورًا؛ هذه الجماعة البدعية التي تتستر بدعاوى فارغة ونشاطات مزخرفة ألبست لباس السرية والتكتلات التنظيمية والبيعات الخفية في الخرجات والرحلات التبليغية، وهذه الجماعة الصوفية لا تدعو للدين إنما غرضهم الأساسي جمع المال.
سارت الجماعة على درب تنظيم الإخوان الإرهابي ولاءها لمؤسسها، تظهر للناس بأنها جماعة مهتمة في الوعظ والإيمانيات المزعومة ، ولكن في الحقيقة غير ذلك .
فجماعة التبليغ صوفية نقشبندية سهروردية قادرية جشتية تنتهي بأصحابها إلى البيعة على هذه الطرق البدعية الجاهلية، وكما قال أبي قِلابة رحمه الله : "ما ابتدع قوم بدعة إلا استحلوا فيها السيف."رواه الدارمي بسند صحيح
هكذا هم أهل البدع، أصل منهجهم الخروج على الحاكم، والأمير هو أمير الدعوة، والهم الأكبر هو الخروج في سبيل الجماعة، وهذه العزلة الشعورية والتي تلبس بلباس التفرغ للدعوة هي من المدارج الأولى نحو تكفير الدولة والمجتمع ومن ثم التمرد عليه.
ولذا فلا عجب أن تكون هذه الجماعة من المحاضن الأولية التي ينطلق منها الفكر الإرهابي التكفيري التدميري إذ أن أفراد هذه الجماعة بحكم ما تلقوه من التربية وبحكم ما أشربوه من المفاهيم ليس عندهم ما يردعهم أو يقيهم من الانضمام إلى الخلايا التكفيرية، وصدق من أشار من السلف إلى أن أهل البدع مهما اختلفوا فإنهم يجتمعون على السيف أي يجتمعون في الخروج على الجماعة وعلى ولاة أمور المسلمين.
من نور السنة إلى ظلمات البدعة
ومن آثار جماعة التبليغ السيئة أنها تخرج أتباعها من نور السنة إلى ظلمات البدعة ؛ فكم من سني عامي تحول بسببها إلى صوفي خرافي داعية ضلالة وفتنة ، وهذه ثمرة مرة من ثمار مخالطة أهل البدع ومجالستهم وتحسين الظن بهم، ولذا حذر السلف من مجالسة أهل البدع وأكثروا في ذلك .
فدعوتهم تقوم على الجهل وكل من دعا على جهل أفسد وما أصلح وضر وما نفع فهم يكرهون مجالس العلماء ويسيئون بهم الظن ويضربون لهم الأمثال المنفرة عنهم والعياذ بالله، وما يشهد لواقع وحال هذه الجماعة وعدم عنايتها بالعقيدة الصحيحة والتوحيد ما ذكره عنهم الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه "القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ" في الصفحة 10 عن بعض أمرائهم بأنه قال: (لو كان لي من الأمر شيء لأحرقت كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب ولم اترك على وجه الأرض منها شيئاً).
وذكر في صـ 335 عن حسين أحمد وهو أحد مشايخ التبليغ ومؤلف كتاب «الشهاب الثاقب» (بأنه كان يسب الشيخ محمد بن عبدالوهاب). وذكر أيضاً في ص 336 عن أنور شاه الكشميري من كبار مشايخ التبليغيين (بأنه كان يسب الشيخ محمد بن عبدالوهاب).
وذكر أيضاً في صـ 189 عن أحد الذين تابوا ورجعوا فتركوا هذه الجماعة فاعترف بقوله: (أنهم كانوا يقصدون بالشيطان الرجيم الشيخ محمد بن عبدالوهاب) نعوذ بالله من هذا البهتان ومن هذا الضلال، فإلى متى التعاطف والتسامح مع جماعة ليس لها عناية بالعقيدة الصحيحة والدعوة إلى التوحيد والسنة وسب علماء الأمة الذين سطر لهم التاريخ أحسن وأروع المواقف في الجهاد ونشر العلم وتعليم الناس الخير ولذا كان من وصايا السلف قولهم "من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر".
التكفير في مصطلحات الجماعة
وتستخدم جماعة التبليغ والدعوة عددا من المصطحات الخاصة بها والتي تميزها عن غيرها، وهي تشبه في بعض الألفاظ بعض مصطلحات الصوفية التي تنتمي لإحدى فرقها وهي الجشتية، غير أن مدلولاتها تختلف تماما عن مصطلحات الصوفية ومن هذه المصطلحات:
الأغيار: وهو مصطلح عنصري، وإن كان يحاول أتباع الجماعة إطلاقه على غير المسلمين، في رحلات دعوتهم التي تستهدف دعوتهم للدخول في الإسلام، إلا أن المصطلح ينسحب أيضا على غير المنتمين لجماعة التبليغ من المسلمين باعتبارهم ليسوا على الدين الصحيح الذي يتبعونه، ومصطلح الأغيار يستخدمه الصوفية للدلالة على التوحيد ونفي الشرك بالله، فالأغيار لديهم هم "غير" الله تعالى وليس كما يذهب اصحاب الدعوة والتبليغ.
المستورات: النساء العاملات في جماعة التبليغ.
الاستراحات: وهي الأماكن التي ينطلقون منها في جولاتهم الدعوية يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع حيث يشكلون الجولة على مجموعات من الأفراد قاعدتهم فيها: (لا تحرك ساكنا ولا تسكن متحركا)، ومعناها أنك لا تتكلم ولا تنكر على المدعو.
مساجد النور: ويطلقون على مساجدهم اسم مساجد النور
أصول إخوانية وعنف كامن
وكما ترتبط الجماعة بكل من أبو الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية في باكستان وأبي الحسن الندوي اللذين تحتفي بهما جماعة الإخوان، وتعتبرهما من مراجعها، فقد ارتبط تأسيس التبليغ والدعوة في مصر ايضا بإحدى الشخصيات المنشقة عن الإخوان المسلمين وهو الشيخ إبراهيم عزت الذي اعتقل مرتين بسبب انتمائه لجماعة الإخوان وبعد أن أطلق سراحه أسس جماعة التبليغ والدعوة بمصر في قرية طموه بالجيزة بعد أن أعلن انشقاقه عن تنظيم الإخوان الإرهابي، وانطلقت دعوته من مسجد أنس بن مالك في مدينة الحوامدية بمحافظة الجيزة.
تركز الجماعة على الشحن العاطفي، وتشكيل القناعات نحو الفكرة الاسلامية، التي تفتقد إلى المراجع العلمية أو التأصيل الشرعي الصحيح، وهو الباب الذي تسربت منه افكار، جاهلية المجتمع، وتكفيره بفعل المعصية، ما يجعل الجماعة أرضية خصبة لاستقطاب الشباب للعمل المسلح والانخراط في الكيانات الإرهابية.
وقد أكدت الوقائع حدوث ذلك بالفعل ففي تحقيقات النيابة مع قادة فصائل الجهاد الإسلامي عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، تبين أن الكثيرين منهم بدأ التزامه الديني عبر جماعة "التبليغ والدعوة"، مثل عبود الزمر، كما أن مؤسس جماعة "التبليغ والدعوة" بالقاهرة، إبراهيم عزت، قد ألمح لمحمد عبدالسلام فرج المتهم الأول باغتيال الرئيس الأسبق السادات، ومؤلف كتاب "الفريضة الغائبة" بأنه مؤمن بمنهج تنظيم الجهاد، ولكنه لأسباب عديدة لا يمكنه الانضمام لتنظيم الجهاد، ولكن يمكن لتنظيم "الجهاد" أن يستقطب أعضاء "التبليغ والدعوة"، للعمل في صفوف تنظيم "الجهاد"، وكان نص كلامه حسب هذه الرواية "أنا أحضر لكم الناس من الشارع للمسجد، وأنتم تتولون الباقي"- بحسب التحقيقات.
اقرأ المزيد
احتفاء كبير لقنوات وإعلام تنظيم الإخوان الإرهابي مع أول ظهور لحركة عزم، بالتزامن مع تقارير إخبارية أعدتها قناة الفتنة "الجزيرة القطرية"
جلسَ الحمارُ حزيناً منكساً بالذلِّ ويكأنَّـه يعاتبُ نفسه عَلَى أمرٍ ما، وكانَ قريباً من أحد الأنهارِ، فاقْـتربَ من شاطئ النَّهْـرِ
استعرض الشيخ محمد بن حسن الشهري، مدير إدارة الدعوة بفرع الوزارة بمنطقة عسير، استراتيجيات الجماعات الضالة في التغرير بالشباب
كشفت دراسة حديثة عن أسباب حرص الجماعات الإرهابية المتطرفة على استخدام العملات الافتراضية، أهمها إخفاء هوية مستخدمي هذه العملات.
كشف الشيخ نايف العساكر، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، عن أخطر أساليب تنظيم الإخوان الإرهابي في تمرير مخططاتهم
استعرض الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي، رئيس الهيئة الاستشارية بالجامعة الإسلامية، أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية من ذلك