الإخوانجية والشيعة وشبهة "خروج الحسين"
بقلم – د. مهدى مراد
هذه الشبهة هي التي تجمع الشيعة بالخوارج، وهي السر وراء عملية التقريب بين السنة والشيعة، التي ينادي بها الخوارج الإخوانجية، وتجد أن كل الإخوانجية يحفظون هذه الشبهة، ليردوا بها أحاديث السمع والطاعة الثابتة في الصحيحين.
السؤال.. هل خرج الحسين رضي الله عنه على الحاكم "يزيد"؟
أولآ: "الحسين" لم يخرج على "يزيد" كما جاء ذلك فى البداية والنهاية لابن كثير؛ ولكن أهل العراق أرسلوا إليه رسائل، وأخبروه برفضهم بيعة يزيد، فأرسل الحسين إلى العراق مسلم بن عقيل – رضي الله عنهم جميعًا- فأخذ البيعة لـ"الحسين" ثم أرسل أهل العراق رسائل أخرى تتعجل الحسين حتى ينصبوه حاكمًا عليهم، ومنها: "ليس علينا إمام فأقبل لعلَّ الله أن يجمعنا بك على الحق ".
فذهب "الحسين" معتقدًا أن القوم بدون أمير، وعندما وصل كربلاء علم بخيانة أهل العراق وبمقتل "مسلم بن عقيل" فعرض الحسين على ابن زياد ثلاث حلول؛ إما أن يترك الحسين يرجع أو يرسل الحسين ليزيد أو يرسله يقاتل الترك؛ فرفض ابن زياد وقال: "لابد أن تنزل على حكمي"، فرفض الحسين (لأنه يعلم أن النزول على حكمه يعنى القتل)، وحدثت واقعة الكرب والبلاء، وقتل "الحسين بن علي" في هذه الفتنـة.
ثانيًا: الحسين وكذلك ابن الزبير في فتنة قتاله للحجاج قد خالفوا كبار الصحابـة رضي الله عنهم أجمعين، يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: "لمَّا أراد الحسين –رضى الله عنه- أن يخرج إلى أهل العراق ... لما كاتبوه كُتب كثيرة ... أشار عليه أفاضل أهل العلم والدِّين كإبن عمر وابن عبَّاس وأبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ... ألَّا يخرج ".
وانظر إلى دقة كلام شيخ الإسلام، فيقول: "يخرج إلى أهل العراق" وليس "يخرج على يزيد"، فمعنى الخروج الذي ذكره العلماء عن الحسين هو ذهابه إلى أهل العراق، الذين هم بدون أمير.
واختلاف الصحابة رضوان الله عنهم مع الحسين ليس على الخروج على يزيد "فالحسين ليس جاهلآ فهو يعلم، حرمة الخروج على الحاكم"، ولكن الاختلاف كان على ذهابه إلى العراق؛ لأن أهلها ليسوا بأهل أمانة، وهذا هو الذى حدث فقد غدروا بالحسين، وهذا عبد الله بن عباس يقول لـ"الحسين" :"لو لا أن يزري بي النَّاس وبك، لنشبتُ يدي في رأسك، فلم أتركك تذهب".
فالحُسين وابن الزُبير لم يخرجوا بمعنى الخروج عند الخوارج، ولكنهم اجتهدوا وقاتلوا في الفتنة، وهم مجتهدون غير متعمدين المعصية، وليس اجتهادهم مثل اجتهاد الخوارج؛ الذِّين خرجوا على الصحابة رضى الله عنهم، وخرجوا على أولياء أمورهم .
ثالثًا: أننا أمرنا في حال الاختلاف أن نرد الأمر لكتاب الله وسنة رسولـه –صلَّى الله عليه وسلَّم- والسُنَّـة جاءت بأكثر من مائة حديث تحرم الخروج على الحاكم المسلم الممكن؛ وإن ظلم وإن عصى وإن أكل مالك وإن ضرب ظهرك "فأسمع وأطع"، والأخذ بالمحكم أوْلى وأوجب؛ فالأمـر بعدم الخروج على الحاكم المسلم هو الأصل الذِّى جاءت به النصوص الشرعيَّة.
فالخوارج الإخوانجية قوم زاغوا عن طريق الحق، فتجدهم يتشبثون بأي دليل، ليردوا أحاديث السمع والطاعة الثابتة فى الصحيحين .
الخوارج الإخوانجية "غرائب وعجائب"، يستشهدون "بالحسين" رضى الله عنه، ويخالفون "جد الحسين" صلى الله عليه وسلم.
اقرأ المزيد
الحمد للهِ العظيمِ القادر، الفعَّالِ لِمَا يُريد، الذي خلَق فقدَّر، ودبَّرَ فيسَّر، فكُلُّ عبدٍ إلى ما قَدَّرَه عليه وقضَاه صائر، لا يُسألُ عمَّا يَفعل وهُم يُسئَلون، وأشهد أنْ لا إله إلا الل
الباشا الثوري محمد علي مفجر ثورة التصحيح وحامل هم الغلابة على عاتقه، الذي لا يؤمن بوجود إله لهذا الكون أصلا
قال الله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ
الأمة الإسلامية شرفها الله بأعظم رسالة، ورسالتها قائمة على العبادة، وأشرف أماكن العبادة المساجد
قبل أن نتعرف على الأبعاد الفكرية لهذه الحركة التي تنشط مؤخرًا بشكل ملفت عالميًا على جميع الأصعدة سياسيًا وإعلاميًا وسينمائيًا