إذا استأثر الحاكم بالمال والمناصب.. فهل نثور عليه بالسلاح؟
إذا استأثر الحاكم بالمال والمناصب فهل نثور عليه بالسلاح؟
الجواب.. قال فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي: نصبر لإبقاء الهيبة للمؤمنين وتبقى شوكتهم قوية وسيفهم مسلولا على الأعداء وليس على أنفسهم؛ لأننا إذا ثرنا عليه جاءت مفاسد لا أول لها ولا آخر. يعني: بالصبر عليهم تتحقق مصالح عظيمة وتدرأ مفاسد كبيرة وخطيرة لانهاية لها فالشارع الحكيم أمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر ووضع لنا لذلك ضوابط .
منها: أنه بيّن لنا كيفية مواجهة المنكرات التي تحصل من الحكام؛ بأن لا نطيعهم في معصية الله، وأمرنا إذا أردنا أن ننصحه؛ أن ننصحه في السرّ فيما بيننا وبينه بالحكمة والموعظة الحسنة إن سمع وتقبل فذاك؛ وإن لم يتقبل ،فالمنكر الذيارتكبه يرتكبه على نفسه، ونكون قد أدينا ةاجبنا والحمدلله. أما الخروج وسلّ السيف عليه فلا، مادام في دائرة الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويُصلّون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تُبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم. قيل: يا رسول الله! أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه، فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يدا من طاعة"، "وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان"، فلا يسمح لك أن تخرج على هذا الحاكم الجائر إلا إذا رأيت الكفر البواح ، كأن يبيح الخمر أو يبيح الخنزير أو يبيح الربا علانية ، فهذا كفر بواح ـ بارك الله فيكم ـ .
هذا إذا كان للمسلمين قدرة على تنحيته ؛ فليقوموا بذلك ، وأما إذا عجزوا فلا يكلّف الله نفسا إلا وسعها. أما مادام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصلي ويصوم ويجاهد ؛ مادام يصلي فقط نطيعهم "ما أقاموا فيكم الصلاة".
فهذا هو المنهج الصحيح الذي سار عليه أهل الحديث انطلاقا من كتاب الله ومن سنة رسول الله ـ عليه الصلاةوالسلام ـ في كل شؤونهم الدينية والدنيوية والاجتماعية والسياسية؛ كلها تنطلق من كتاب الله ومن سنة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
والإمام البخاري قالوا: كان لا يتحرك حركة إلا بحديث، وفي إحدى سفراته اقترب من العدو واستلقى قالوا: بأي حديث؟ قال: الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نأخذ بالقوة ـ أو كما قال ـ، يعني: الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نعدّ العدّة للعدو وأن نتقوّى؛ فأمرنا بالفطر لمواجهة العدو في رمضان، نفطر في رمضان حتى نكتسب قوة على العدو .
الشاهد: أن أهل الحديث المخلصين الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وحركاتهم وسكناتهم وعقائدهم ومناهجهم ملتزمون بكتاب الله ومن ذلك التعامل مع الحكام .
إذا تعاملنا مع الحكام انطلاقا من كتاب الله ومن سنة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ قالوا: عملاء، جواسيس!! هم خوارج !
الآن أصبحوا جسورا؛ مدّوا الجسور مع الحكام ويمدحونهم بالكذب ويغرّونهم بالكذب، لا يمدحونهم بالصدق ولا يأمرونهم بالمعروف ولا ينهونهم عن المنكر! بل إذا رأوا الحاكم فيه خطأ توسعوا في هذا الباب، ويجرونه إلى البلايا والمشاكل والعياذ بالله !
أما نحن فلا نزال عملاء! حتى لو ما سلكنا هذه المسالك فنعوذ بالله من هذا البلاء، وهي طريقة الخوارج والمعتزلة والروافض !!
الخوارج والروافض يطعنون في الصحابة وخرجوا على عثمان، وخرجوا على عليّ وخرجوا على الحكام، وكم لقيت الأمة منهم من المفاسد ومن المهالك، وشتتوا أمر الأمة ومزقوها أشلاء حتى أصبحت أذلّ الأمم بسبب التفرق وبسبب مخالفة كتاب الله وسنة الرسول ـ عليه الصلاةوالسلامـ في العقائد وفي السياسة، فلم يلتزم الكثير منهم العقيدة الإسلامية ولا التزموا السياسة الإسلامية التي شرعها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
المصدر: (عقيدة السلف وأصحاب الحديث للإمام الصابوني شرح فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي صـ :358 (
اقرأ المزيد
إنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ
فالمتأمل في بعض الشخصيات القلقة وبرزوها في التاريخ الإسلامي قد تظهر له جوانب أخرى في حياتها
دحض الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن ريس الريس، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الشبهات العصرية المثارة لتشويه الدعوة السلفية
من فطرة الله أنّ المجتمع البشري يتكون من عدة أجزاء وأعضاء وذلك لتحقيق سنة التكامل
لا شكَّ أنّ لكلِ مصطلح مدلوله وتجد هذا واضحاً وحقيقياً في الاتجاهات المتناقضة والمتعاكسة كالفرق بين التوحيد والشرك.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا إلى يوم الدين