مؤرخة تكشف العلاقة القوية بين السلاطين العثمانيين والتصوف وأثرها على الأمة
كشفت المؤرخة السعودية، هيام عبده مريد، عن علاقة السلاطين العثمانيين والتصوف، وأثر تلك العلاقة القوية على حال الأمة في ذلك الوقت.
وقالت المؤرخة السعودية في تصريحات خاصة لـ"مرصد اليوم"، إن العلاقة بين السلاطين العثمانيين والتصوف علاقة قوية؛ فالعثمانيون – أصحاب الدعم القوي للقبورية – اعتنقوا الإسلام على يد مشايخ الطرق الصوفية من قبل استقرارهم في آسيا الصغرى حيث أن جل السلاطين كانوا صوفيين قبوريين.
وأضافت: "الدولة العثمانية خارجيًا كانت دولة قوية فقد أذلت الصليبين والرافضة وألزمتهم الجحور ودفع الجزية ولكنها داخليًا كانت شؤم على الإسلام والمسلمين؛ فقد تخلف المسلمون في عهدها عن الركب الحضاري الذي نعاني منه الآن؛ فقد عزل العثمانيون المسلمين الخاضعين لسلطانهم جميع البلاد العربية عدا المغرب عن التقدم الذى ساد العالم في تلك الفترة؛ فتخلف المسلمون عن غيرهم ثم تسلط الصليبيون عليهم بسبب عدم القدرة على مواجهة أوروبا الصليبية فيما وصلت إليه.
وتابعت: "بل إن الدولة العثمانية رغم ما قدمته من فتوحات وجهودها في الفتوحات قرونًا طوالا، إلا أنها للأسف الشديد كانت غارقة فى الخرافة، وهذا هو السبب الرئيسي في محاربتهم لحركة الإصلاح التي قادها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومحاولتهم القضاء عليها، والسلطان عبد الحميد الثاني أشهر خلفاء بني عثمان على جلالة قدره كان صوفيًا قحًا – ورغم جهوده المشكورة في الحفاظ على أراضي المسلمين ومحاولاته لوقف انهيار الخلافة الإسلامية – كان له من الخرافة نصيب!، وكان قد قرب إليه ثلاثة من كبار المتصوفة في ذلك العصر وكان لهم مقام سام في السلطنة يومئذ مع نفوذ في جميع الدوائر وهم : الشيخ محمد ظافر المدني الشاذلي (ت 1321 هـ) والشيخ أحمد أسعد المدني (ت سنة 1314 هـ) والشيخ أبو الهدى الصيادي (ت سنة 1328 هـ).
واستطردت "مريد"، قائلًا: "لأن السلطان عبد الحميد تولى عرش السلطنة في ظروف عصيبة، والمؤامرات تحاك للأمة، والكوارث والمحن تحيط بها من كل مكان، ودعاة القومية والتفرقة يبثون دعواتهم في سائر البلاد، فدعا كما هو معروف إلى الجامعة الإسلامية، والرابطة الدينية، لكن كان اعتماده على الصوفية في دعوته إلى الجامعة الإسلامية لما رآه من انتشارها ونفوذها بين الناس، كما أن ذلك الاعتماد والتبني قد زاد من انتشار الصوفية وتغلغلها في أوساط المسلمين".
واستعرضت المؤرخة أهم المظاهر التى تبين صوفية الدولة العثمانية، حيث قالت: "احتفالاتهم بالمولد النبوي: ففي القرون الأخيرة كان يحتفل بالمولد حكام من المسلمين ليس لهم من الإسلام إلا اسمه، لأن الاحتفال بالمولد صار عند الجماهير المسلمة من أعظم الواجبات التي لا يجوز التهاون فيها؛ كما كان يعتقد هؤلاء الحكام أنهم يستمدون مشروعيتهم من مثل هذه الاحتفالات .
وتابعت: "رغم أنه لا يثبت تاريخ بولادة رسول الله عليه الصلاة والسلام وجميع التواريخ غيرصحيحة؛ والتاريخ المثبت هو تاريخ وفاة رسول الله والاحتفال بتاريخ وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو بدعة الدولة العبيدية؛ كسب ولاء الناس، والتعمية علي تصرفاتهم القبيحة وكفرهم الشنيع، ونشر الفرقة بين صفوف المسلمين وإبعادهم عن العقيدة الصافية، وإضعاف المسلمين باستنزاف خيراتهم، ونشر المنكرات والفواحش بينهم
ونقلت المؤرخة ما ذكره الجبرتي: "نودي يوم الثلاثاء 11 ربيع الأول سنة 1230 هـ بزينة البلد ووقود القناديل، والسهر ثلاثة أيام بلياليها ... ويذكر أن السلاطين العثمانيين كانوا يحتفلون بالمولد النبوي في أحد الجوامع الكبيرة بالأستانة حسب اختيار السلطان، فلما تولى السلطان عبد الحميد في سنة 1293 هـ-1876 م، قصر حفلاته التقليدية على الجامع الحميدي، فعندما تحين الليلة الثانية عشر من ربيع الأول يحضر إلى الجامع عظماء الدولة وكبراؤها من الأمراء والعلماء والوزراء، وجميعهم بالملابس الرسمية والكساوي التشريفية وعلى صدورهم النياشين بأنواعها ثم يقفون في صفوف متراصة، ونظام تام، انتظارا لتشريف السلطان وفي هذه الليلة يخرج السلطان من قصر يلديز ممتطيا جودا مطهما بسرج من الذهب الخالص!! وقد حف الموكب به، ورفعت على رأسه الأعلام، ويسير وسط الجماهير المحتشدة، حتى يصل إلى الجامع، فيبدأ في رسوم المولد وفقراته، حتى تنتهي فيعود إلى قصره" .
وأضافت: "كذلك كان ينادى للاحتفال بالمولد كل سنة في عهد محمد علي وأولاده وأحفاده الذين استمروا على رعاية شئون المولد، وإحياء الاحتفال به طوال سني حكمهم، مع أن غالبهم كان حربًا على الإسلام، وكان الواجب عليهم وعلى من حام حولهم من العلماء العمل على رفع راية الدين وأن يحكموا بما أنزل الله، وأن يعلنوا الجهاد والاستنفار ضد الإحتلال الإنجليزى لتحرير البلاد والعباد".
واختتمت: "يذكر صاحب (الخطط التوفيقية) اهتمام الدولة المصرية في عهد خديويها توفيق بالمولد النبوي وبالأسرة البكرية المعنية بشؤون المولد، والمختصة بإقامته، فيقول: وللسادة البكرية في ظل الدولة المحمدية العلوية من العناية به في كل عام ما تتحدث بزائد شرفه الركبان ويفتخر به أهل الزمان على غيره من سائر الأزمان، لاسيما في عهد الحضرة الفخيمة الخديوية، وعصر الطلعة المهيبة التوفيقية، فإنه وصل فيها الاحتفال بأمر المولد النبوي الشريف إلى حده الأعلى، وبلغ الإعتناء بعلو شأنه المبلغ الأعلى، وذلك أنه في أوائل العشرة الأخيرة من شهر صفر الخير من كل عام تصنع بمنزلهم مأدبة فاخرة يدعى إليها كافة مشايخ الطرق والأضرحة والتكايا والوجوه والأعيان والذوات".
المصادر:
1/تاريخ الجبرتي.
كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار أو تاريخ الجبرتي كما يسمى يعتبر من أهم كتب التاريخ في القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري؛ إن لم يعتبر المصدر المصدق الوحيد الذي يصف مصر دون حيد إلى حاكم أو تحيز إلى شخص.
2/ الانحرافات العقدية والعلمية (صـ 387).
3/دمعة على التوحيد 204.
اقرأ المزيد
وزعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في وكالة المسجد الحرام المساعدة للشؤون الاجتماعية، 12 ألف مظلة و3 آلاف سجادة على الزوار والقاصدين لبيت الله الحرام، ضمن حملة الرئاسة "خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا" في عامها الـ 11، وذلك تحت شعار "من الوصول إلى الحصول".
أصدر عدد من كبار علماء الدعوة السلفية بيانًا إلى الأمة الجزائرية حكومة وشعبًا تحت عنوان: "نصيــحةٌ وتحذير"
كشف إبراهيم بهزاد، المدون الإماراتي الشهير، خفايا الحملة الإلكترونية القذرة التي تديرها حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي
كمال الخطيب عضو تنظيم الإخوان القابع في تل أبيب، يمتهن ويحترف الكذب والتزوير منذ أمد طويل متخفيًا تحت ستار التدين مثله مثل سائر تجار الدين
كشف اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لتكنولوجيا المعلومات في القاهرة، حقيقة الفيديوهات التي تنشرها قناة الجزيرة
شن مجموعة من الدعاة والباحثين هجومًا شرسًا ضد الإخونجي عبدالكريم بكار لمحاولاته المستمرة في إحياء الربيع العبري